السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في مثل هذه الأيام الشداد لابد لنا أن ننصح ونذكر أنفسنا وإخواننا بتقوى الله عز وجل أولاً ثم التفكر والإعتبار بما يجري من حولنا والإنتباه لعدة مسائل :
١-عند نزول البلاء ، علينا بتقوى الله عز وجل والعمل الصالح ، مصداقاً لقوله تعالى : (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا) كما صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه أوصى النّساء بالعمل الصالح وتحديداً بالصدقة ، فكانت الصدقة سبباً لدفع بلاء عظيم عنهن وهو عذاب جهنم في الآخرة .
٢-الدعاء ، حيث قال ابن القيّم عن بركة الدّعاء : والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدوّ البلاء، يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه أو يخففه إذا نزل .
٣-البعد عن المعاصي و ما يغضب الله عز وجل ، ولا يخفى عنا المشاهد المقززة التي نراها يومياً في الإعتصامات و المظاهرات في الساحات من مشاهد العري و الموسيقى و الإختلاط ، وهنا لابد لنا أن نوضح مسألة مهمة :
-إن التظاهر والتعبير عن الرأي و نيل الحقوق والحريات هو من أسمى الحقوق التي أقرها الإسلام ولكن بضوابط ، وهي من ضمن مقاصد الشريعة الإسلامية التي جاءت لحفظ الضروريات الخمس : الدين، النفس، العقل ،النسل، المال ، ولكن لابد لنا كما سبق وذكرنا من وجود هذه الضوابط و الحدود كي يتم مراعاتها و الإلتزام بها ، من أهمها :
١-العمل الجماعي المنظم الذي يظهر صورة حضارية مشرقة تعكس حقيقة هوية أبناء هذا البلد المحافظ الملتزم بمبادئ وأخلاقيات منضبطة.
٢-الحفاظ على الأملاك العامة وعدم المساس أو التعدي على أملاك و حريات الغير.
٣-الحفاظ على صلاة الجماعة في الساحات والسعي لدعوة الناس بين الصلوات و التقرب منهم و دعوتهم بالتي هي أحسن والصبر عليهم و عدم الصدام معهم لو مهما كلف الأمر.
٤-عدم إثارة الفتن أو المسائل الخلافية التي من شأنها تضييع البوصلة وتغيير الهدف المنشود.
٥-ضرورة التنسيق مع المناطق الأخرى والحفاظ على سلمية التظاهرات وهذا يساعد على الإستمرار وعدم إيجاد الذرائع لجلب الضرر والمفاسد على المتظاهرين.
وأخيراً ندعوا الله عز وجل أن يوفقنا لما يحب و يرضى وأن يُرِنا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه و أن يُرِنا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ،،، اللهم آمين
دائرة التوجيه في مجموعة المقدسي
٢٤ صفر ١٤٤١ هـ
٢٣ تشرين أول ٢٠١٩ م